خاتمة:


عادت والدتي إلى منزلنا في وقت لاحق من ذلك اليوم و قد أخبرتني كل شيء ، رغم أن تصديق ما حدث و تقبله كان صعباً و قد، إلاّ أن والدتي أخبرتني أن أتركه يفعل ما يشاء فهذه حياته الخاصة الآن، و بعد تلك الحادثة أصبحت والدتي تقول أنها لن تنسى ذلك اليوم، ذلك اليوم الذي تتذكر فيه كم كانت فخورة بإبنها (راين)، و بأنها ربّت ولدين مستذئبين ليصبحا ما هما عليه الآن.


و بعد أعوام تخرجت من المدرسة الاعدادية ثم انتقلت للعيش في مبنى سكني بالمدرسة الثانوية، بينما تزوجت والدة (جين) مجدداً و غادرت هذا المكان مع أخيه الصغير بينما قرر هو البقاء و العيش مع جدته، ثم انتقل للعيش بجانبي في المبنى السكني بالمدرسة لتبدأ قصتي الخاصة، بينما واصلت والدتي قصة حياتها الغريبة و أكملت العيش في ذلك المنزل الريفي لأنها أرادت تركه كتذكار يذكرها طوال الوقت بنا، قد تعتقدون أنها وحيدة و تعيسة هناك ، لكنها قالت أنها لا يمكن أن تعيش أكثر سعادة مما تعيشه الآن.


بين الحين والآخر تسمع عواء (راين) و تعلم أنه بخير، و تتلقى بعض الرسائل من عندي لأطمئنها عن حالي و أسرد لها قصصي كما اعتدت أن أفعل.


و أخيراً أريد أن أقول، رغم أنها كانت فترة قصيرة قضيناها معًا ، إلا أنها كانت تشبه العيش في رواية خيالية أو بالأصح مغامرة خيالية، رغم أنّه كانت فيها الكثير من اللحظات الحزينة و الصعبة، إلاّ أنها كانت لا تخلو من اللحظات السعيدة و الجميلة التي لن أنساها، ففي الأخير نحن لا نعيش في الجنة أو الجحيم، نحن نعيش في الدنيا و هي مزيح بين الاثنين.


أتمنى أن أتقبل كليّا أنني مستذئبة يوماً ما، و أتمنى أن يجد (جين) الملاذ الصحيح من عذابه، و أتمنى أن يكون (راين) ذئباً جديراً بلقبه، و أخيراً أتمنى أن تكون والدتي فخورة بما صنعته يديها، و أن تحظى أخيراً بتلك السكينة التي هجرتها منذ وقت طويل، منذ أن قررت أن تصبح والدة لكلينا.


تمت بفضل ﷲ...

2021/01/13 · 128 مشاهدة · 309 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024